الفاتحة هي أول كل شيء. سميت هذه السورة ((فاتحة الكتاب)) لكونه افتتح بها، إذ هي أول ما يكتبه الكاتب من المصحف، وأول ما يتلوه التالي من الكتاب العزيز، وليست أول ما نزل من القرآن. قيل: هي مكية، وقيل: مدنية. تسمي فاتحة الكتاب، وتسمي أم الكتاب. وصح تسميتها بالسبع المثاني، وسورة الحمد، وسورة الصلاة، والواقية.
وقد ورد في فضل هذه السورة أحاديث، منها ما أخرجه البخاري وأحمد من حديث أبي سعيد ابن المعلي (( أن رسول الله قال له: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن؟ قال: فأخذ بيدي. فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن؟ قال: نعم (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته )).
وأخرج مسلم من حديث ابن عباس (( قال: بينا رسول الله عنده جبريل، إذ سمع نقيضاً فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء، فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط، قال: فنزل منه ملك، فـأتي النبي فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفاً منهما إلا أوتيته )).
المرجع/ كتاب صفوة التفاسير للصابوني