[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
فإن من أعظم ما يعود على المسلم من النفع في هذا الشهر الكريم توبته وإنابته إلى ربه ومحاسبته لنفسه، ومراجعته لتاريخه.
باب التوبة مفتوح وعطاء ربك ممنوح وفضله تعالي يغدو ويروح ولكن أين التائب المستغفر؟؟ قال تعالي:{ قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}.
وهذا الشهر هو موسم التوبة والمغفرة وشهر السماح والعفو فهو زمن أغلي من كل غال وأنفس من كل نفيس.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)).
الإساءات منا كثيرة والعفو منه أكثر الخطأ منا كبير ورحمته أكبر الزلل منا عظيم ومغفرته أعظم:
سبحان من يعطي ونخطيء دائماً
ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه
جلاله عن العطا لذي الخطا
قال تعالي:{ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
لم يصروا أبدا أخطأوا فاعترفوا وأذنبوا فاستغفروا وأساءوا فندموا فغفر الله لهم.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (( رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له)). إنها فرصة لا تتكرر أبداً ولا تعود إلا نادرا فهل من مجتهد حريص؟؟؟؟....
ذنوب العام كل العام تمحي لمن صدق مع الله في رمضان إذا اجتنب الكبائر النقص طيلة السنة العيوب المتراكمة تصحح في رمضان.
صح في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول: (( يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم)).
من طبيعتنا الذنب ولكن منا من يتوب وينيب ويستغفر مولاه ومنا من يصر ويستمر ويكابر وهذا هو المغبون المخذول عن طريق الهداية.
أتوب إليك يا رحمن مما
جنت نفسي فقد كثرت ذنوب
وأشكو يا إلهي من معاص
أصابتني وآذتني عيوب
صح في الحديث القدسي أن الله يقول: (( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما على ما كان منك ولا أبالي)).
يا صائمون هذا الشهر فرصتنا للتوبة النصوح وهذه الايام غنيمة لنا فهل نبادر الغنيمة والفرصة؟؟؟؟
وبادر بالتوبة النصوح
قبل احتضار وانتزاع الروح
ولا تحتقر شيئاً من المآثم
وإنما الاعمال بالخواتم
صام معنا قوم في العام الماضي ثم ردوا لمولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحابين مضوا بأعمالهم وتركوا آثارهم.
فيا ليت شعري ما نقول وما الذي
نجيب به والأمر إذا ذاك أصعب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا
وفي كل يوم واعظ الموت يندب
ومن علامات قبول الصائمبن الصدق في التوبة والعزم على عدم التوبة والندم على ما فرط العبد في جنب الله عز وجل.
يقول سبحانه وتعالي: (( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون))
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
متى يتوب من لم يتب في رمضان؟ ومتى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان؟
إن بعض الصائمين يستقيم حاله باله في رمضان فإذا انتهي الشهر وانصرم الصيام عاد إلى حالته القديمة وسيرته الاولي فأفسد ما أصلح في رمضان ونقض ما أبرم في رمضان فهو عمره في هدم وبناء ونقض وإبرام . قال تعالي: { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا }.
كان كثير من السلف إذا انتهي شهر الصيام بكوا لفراقه وتأسفوا على رحيله وندموا على انتقاله وذلك لكثرة صلاحهم وصفاء قلوبهم وإشراق نفوسهم..
اللهم وفقنا لما وفقت إليه عبادك الصالحين، واهدنا صراطك المستقيم
* * *